الندوة الوطنية: الدينامية المجالية والرهانات المستقبلية

لينا بريس

لينابريس
من خلال النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية
في خطاب سامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء سنة 2019، أبرز صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، إلى أن هناك “قطبيتين جديدتين في المغرب، واحدة شمال أكادير وأخرى جنوبه”، والذي تبين أنه آن الأوان لتحظى الأقاليم الجنوبية المغربية، بالاهتمام اللازم الذي يكفل تنمية متوازنة تمنح ديمقراطية مجالية على المستوى الوطني.
وفقا للتوجيهات الملكية السامية، الرامية إلى تبني مقاربة تشاركية تنخرط فيها المؤسسات العمومية، وكافة فعاليات المجتمع المدني، في هذا الإطار ينظم مختبر التغيرات البيئية وإعداد التراب وشعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، بشراكة مع مركز ابن بطوطة للأبحاث والدراسات الاستراتيجية ندوة وطنية في محور، “الدينامية المجالية والرهانات المستقبلية من خلال النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية”.


وذلك يوم الخميس 11 ماي 2023، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء
تنطلق الندوة في التاسعة صباحا وتواصل أشغالها طيلة اليوم
يهدف هذا الحدث إلى فتح النقاش بين مختلف الباحثين المهتمين بالدينامية المجالية التي يشهدها المجال الصحراوي وشبه الصحراوي المغربي، والوقوف على مختلف الأوراش التنموية التي انخرط فيها المغرب بأقاليمه الجنوبية، وابراز الدور الفعال للباحث الجغرافي في الشأن التنموي المغربي، من خلال المساهمة في تعزيز القدرات في مجال التغيرات البيئية والموارد الطبيعية والتنمية المستدامة والتراث الثقافي.

كما يأتي هذا الحدث في ظل التحولات السوسيو اقتصادية الكبرى التي شهدها المغرب خلال العقود الأخيرة حيث عرف المجال الصحراوي المغربي دينامية متسارعة، تجلت أبرز مظاهرها في زيادة ديمغرافية لافتة، وتحول فيه نمط عيش الانسان الصحراوي؛ إذ انفتح على المحيط الخارجي في إطار العولمة، وتحولت تمثلاته للمجال الجغرافي بالانتقال من ثقافة الترحال وممارسة أنشطة رعي زراعية مقلالة بالواحات، إلى الاعتماد على أنشطة اقتصادية أخرى مثل التجارة بمجموعة من المراكز الحضرية الناشئة. بموازاة هذه التطورات شهد الجنوب المغربي نمو أقطاب حضرية ساحلية، أضحت تلعب أدوارا محورية محلية وجهوية على المستوى الاقتصادي والإداري ولعل الأوراش التنموية الكبرى التي تبناها المغرب بالأقاليم الصحراوية المغربية كمشاريع البنية التحتية من طرق ومطارات وموانئ… خير دليل على الأهمية التي يليها المغرب لمجاله الصحراوي باعتباره قاطرة للإقلاع الاقتصادي والتنموي، لأن الأهمية الاقتصادية للمجال الصحراوي المغربي تكمن في انفتاحه على الواجهة الأطلنتية، وما يوفره هذا الانفتاح من ثروات بحرية وإمكانات سياحية هامة، كما يشكل انفتاحه على العمق الافريقي من بين دواعي الاهتمام بهذا الحيز الجغرافي الواعد، على اعتبار أن المغرب من بين أكبر اقتصاديات دول غرب افريقيا.


من جهة أخرى تعتبر المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها الصحراء المغربية من بين الأسس التي تستند عليها التوجهات التنموية الكبرى، خاصة فيما يتعلق بإنتاج الطاقة المتجددة، التي أضحى المغرب من بين الدول الرائدة في انتاجها. هذا وارتباطا بما سبق شهد المجال الصحراوي المغربي ارتفاعا متزايدا في الطلب على الموارد الطبيعية، خصوصا المائية منها، وأضحى مسرحا للعديد من مظاهر الإختطار وهشاشة الأنظمة البيئية والتي تستوجب التعامل معها بما يضمن الحفاظ عليها واستدامتها.
هي أسئلة محورية راهنية سيتم تناولها في هذه الندوة الوطنية، التي ستحضرها أسماء وفعاليات متخصصة من علماء وباحثين ومتخصصين في الشأن الإقتصادي والجغرافي والتنموي والاستراتيجي للخروج بتوصيات وخطة عمل ترفع للجهات المعنية اسهاما من الباحث والمتخصص الفاعل والأكاديمي والميداني في التنمية الوطنية عبر مداخلها المتعددة.

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 21 ديسمبر 2024 - 13:09

الحسيمة عامل إقليم الحسيمة  يواكب عن بعد  أشغال المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة 

السبت 21 ديسمبر 2024 - 11:52

التوقيع على أربع اتفافيات- إطار بين عدد من القطاعات الحكومية ومجالس الجهات الاثنتي عشرة بالمملكة.

السبت 21 ديسمبر 2024 - 10:51

بوالرحيم : كسب رهان جهة قوية مشروط بوجود استراتيجية إرادية تستهدف تعزيز جاذبيتها.

السبت 21 ديسمبر 2024 - 10:08

افتتاح معرض دار المعلمة مقر مجلس جهة الدار البيضاء-سطات