لينابريس
شهد يوم الخميس 8 يونيو الجاري، لقاءً خاصًا في معرض الكتاب الدولي بالرباط، حيث استضاف رواق دار النشر ” ملتقى الطرق” حفل توقيع الكتاب الجميل “اللحظة المغربية، قطر 2022″، الذي يحكي قصة التألق المغربي في مونديال كأس العالم قطر 2022.
هذا الكتاب المتميز، انجز من قبل مجلس الجالية المغربية في الخارج ودار النشر “ملتقى الطرق” وشركة التوزيع ( شوسبريس).
ولتحقيق هذا العمل، كان هناك تعاون بين رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج الدكتور إدريس اليزمي والناشر عبد القادر رتناني، مدير دار “ملتقى الطرق”، مع فريقيهما.
عن دوافع هذا التعاون الذي أثمر كتاب ” اللحظة المغربية قطر 2022″، يقول ادريس اليزمي:
“بالنسبة لمجلس الجالية المغربية في الخارج، لم يكن بإمكاننا أن نظل غير مبالين بالعديد من الأحداث التي برزت وظهرت وتحدث عنها العالم، خلال هذه البطولة العالمية. فمن جهة، كان الدافع هو أن المنتخب المغربي، كان مكونا في معظمه من أطفال الجالية المغربية بالخارج، قادمين من خمسة بلدان مختلفة، الأمر الذي يكشف عن توسع قاعدة الدول التي تتواجد بها الجالية المغربية عالميا.
كما كشفت عن المواهب التي ظهرت في هذه الرياضة، وأيضًا في مجالات أخرى مثل الأدب والموسيقى والسينما… وأخيرًا، ما دفعنا لتوثيق هذه اللحظة المغربية في كتاب، هذاالتجاوب والتفاعل والانجذاب الكيميائي الذي حصل بين اللاعبين الذين ترعرعوا في أكاديمية محمد السادس واللاعبين القادمين من بلدان أخرى.
في رأيي، ما حصل بين اللاعبين هو ما يفسر فوز المنتخب الوطني.
والعنصر الآخر الذي أثر فيّ وله الكثير من الدلالة في نظري، هو لقاء الأمهات مع اللاعبين. إنها ظاهرة لم نرها من قبل وبهذا الحجم على ملاعب كرة القدم. كان أمرا جميلا أدهش العالم بأسره.
هذا الارتباط بالأم وهذا الحب هو في رأيي تقدير واعتراف من الأبناء لأمهاتهم، ولما مرت به هذه الأمهات. يجب أن نتخيل كيف كانت هاته الأمهات ” عاديات وغير مرئيات” وهن يأخذن أطفالهن إلى أندية كرة القدم منذ كانوا أطفالا صغارا، وكيف أصبحت هاته النساء معروفات ومشهورات، والكل يتحدث عنهن.
أعتقد أن هذا التقدير المزدوج من اللاعبين ومن جلالته، هو منعطف حاسم في تاريخ الهجرة المغربية وتاريخ الجالية. رأينا لحظات حب وتواطؤ عظيم بين الأمهات وأبنائهن. هذا باختصار ما دفعني للمشاركة في هذه المغامرة.
بالنسبة للسيد عبد القادر رتناني، صاحب دار النشر “ملتقى الطرق”، الذي شارك في انجاز هذا المشروع، فيقول:” إن هناك مجموعة من الظروف جعلتني أنخرط في هذه العملية أو في هذه المغامرة كما سماها اليزمي، أولها، بصفتي رئيسا سابقا للنادي الكبير “الرجاء” ومولعًا بكرة القدم، فكرت في أنه سيكون من المثير والمفيد أن أرسل مصورًا وثلاثة صحفيين مهنيين ومتخصصين في كرة القدم، إلى قطر لمتابعة مراحل هذا الحدث العالمي. لذا، سافر المصور بتذكرة ذهاب وعودة مفتوحة وبقي لمدة شهر، وعاد إلى المغرب ومعه 2500 صورة تغطي المباريات السبع التي لعبها المنتخب المغربي، مع توثيق جميع التفاصيل المتعلقة بها، بمعنى توفير كل المعلومات اللازمة لإعداد الصور الفوتوغرافية. وهذا أمر فريد من نوعه، بالنسبة لهؤلاء اللاعبين ال 27 المعترف بهم من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم. دون أن ننسى طاقم الجهاز الفني المكون من 15 شخصًا.
لا يجب أن ننسى أيضا أننا كنا في المجموعة الخامسة، والتي كانت تعتبر من “مجموعات الموت” كما يقال عنها. لم يكن أحد يتوقع الكثير من المنتخب المغربي، ولكننا تأهلنا إلى الدورالأول. ومن الأمور المثيرة في المباريات المختلفة أنه كان هناك مباراة شهدت حضور 65,000 متفرج، منهم 45,000 مغربي قدموا من جميع أنحاء العالم..
فالكتاب جاء إذن ليخلد هذه اللحظة المغربية ويوثقها بالصور، كما تم تخصيص 8 صفحات للصحافة العالمية التي تحدثت عن المغرب. لقد خلق المنتخب الحدث عالميا، وهذا ليس بالأمر الهين، لا يمكن لأحد أن ينكره أو يتجاهله.
ثم كانت العودة الأسطورية التي تحققت بالانتصار إلى الوطن، والاستقبال الذي خص به جلالته أعضاء المنتخب ومعهم أمهاتهم والمدرب الاستثنائي وليد ركراكي، الذي عرف بكياسته وحسه، كيف يدبر بشكل جيد فريقه. ونجح في أن يقنع عناصره ويحفزهم بأن يكون الهدف هدف الجميع هو الفوز، وليس المقابل المادي. علما أن المال لم يكن يهمهم، فقد قاموا بالتبرع بالأموال التي حصلوا عليها للجمعيات الخيرية.
إنه مغرب الغد الذي نحلم به. ولذلك أردت تخليد هذه اللحظات مع صور استثنائية
بالنسبة للعمل، فقد قمنا به مع فريق مكون من 6 صحفيين، وكان علينا أن نروي قصة كأس العالم وأن نحصل على وثائق عن الفرق المغربية لسنوات 62 و70 و90 و94 مع صور عناصر هذه الفرق. وكنا جميعا سعداء بالعمل الرائع الذي قمنا به..
على أي، يمكن أن أؤكد أن التعاون مع مجلس الجالية، كان جيدا للغاية. فعندما تحدثت مع رئيس المجلس الدكتور إدريس اليزمي بشأن فكرة الكتاب، وافق على الفور وعملنا معًا لمدة شهرين ونصف بدون توقف، وبفضل هذا الكتاب، أصبح السيد اليزمي خبيرا في كرة القدم.
لجنة تحرير الكتاب:
إدريس اليزمي
عبد القادر رتناني
لينو باكو
أمين بيروك
بلعيد بويميد
فاليري موراليس أتياس
تعليقات
0