خالد بلعرفاوي
وجه العقيد المتقاعد بالقوات المساعدة خالد بلعرفاوي رسالة إلى أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان من أجل التوصل لحل عادل وحكيم يتعلق بتسليم ملكية السكن الوظيفي الذي تملكه أرملة الشهيد عبد الواحد بلعرفاوي ، الضابط السابق في القوات المسلحة الملكية المغربية، والذي سقط في ميدان الشرف بتاريخ 7 فبراير 1983 أثناء قيامه بواجبه في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
وفي هذا الصدد وبالتزامن مع هذه الرسالة عبر خالد بلعرفاوي عن استيائه الشديد إزاء تدخل القوات العمومية في حق العسكريين المتقاعدين وقدماء المحاربين والأرامل، وهذا نص كلامه : ” تزامنا مع الإرسالية الموجهة إلى رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أصبت بخيبة أمل وصدمة كبيرة عندما علمت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتدخل العنيف الذي قامت به القوات العمومية في حق العسكريين المتقاعدين وقدماء المحاربين والأرامل..دون الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من العوامل كعامل السن والتسبب في ضرر نفسي قبل الجسدي، ومراعاة التضحيات الجسام التي قدمتها هذه الفئة من المجتمع لبلادها بكل وفاء وإخلاص ونكران للذات..
وفي نفس السياق أريد أن أشير الى أن السيدة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان كانت تجاورني عندما كانت تقطن بأكدال ( زنقة حسن بنشقرون )، وقد تعرفت عليها أيضا عندما كانت تزاول مهامها كحقوقية، وقد كنت حينها قائدا إقليميا بعمالة الصخيرات تمارة..
ورغم أني طلبت بإلحاح مقابلتها من أجل الوقوف على معاناتنا التي نعيشها وتعيشها هذه الشريحة السابقة الذكر من المجتمع، لكني مع الأسف لم أحظى بالاستقبال من قبلها، وهذا ما جعلني أتأكد بيقين أن هناك مؤسسات رأت النور في هذه البلاد من أجل الاستهلاك الخارجي فقط..
ولابد من التذكير، بأن النزاع المفتعل في صحرائنا الحبيبة الذي كانت له آثار سلبية آنذاك( خاصة في الفترة الممتدة من المسيرة الخضراء الى غاية نهاية بناء الجدار الأمني في المنطقة العازلة مابين 1975 الى حدود 1991، حيث تكبدت قواتنا المسلحة خسائر ثقيلة، مادية وبشرية )، حيث خلف أرامل ويتامى ومعتقلين ومعطوبين، وحتى أولئك الذين ساعفهم الحظ و استطاعوا النجاة عندما أحيلوا على التقاعد وجدوا أنفسهم غرباء في بيوتهم وبين أبنائهم..”
وأضاف بلعرفاوي معبرا عن خيبة أمله واستيائه قائلا : ” أستغرب جدا كيف لمنظمة تحفظ كرامة هذا الإنسان وتسعى بكل جهودها للتفرغ لكل ما يتصل بحقوقه، أن لا تعطيني حتى المجال للتعبير وهو أبسط حقوقي الديمقراطية كإنسان أمام منظمة مهمتها الأساسية حفظ حقوق الإنسان، حيث وجدت نفسي في نهاية الأمر أمام بناية شامخة منمقة، زجاجية لامعة بقلب العاصمة الرباط..
وفي الأخير، أحمد الله سبحانه وتعالى أني اتخذت القرار الصائب عندما اخترت التقاعد النسبي، حتى لا أترك يوما أفراد أسرتي عرضة للاحتياج والاحتجاج، وتسمى الشوارع والأزقة باسم والدهم، كأننا بذلك فقط نعظم شهداءنا، ولكن في الحقيقة نترك ذويهم في سلة المهملات، وعلى الهامش، أو أكون في يوم من الأيام مجبرا على أداء التحية العسكرية أمام مسؤول أو وزير يتبناها بعظمة ثروته وبابنه الحاصل على إجازتين في كندا دون أن يتخذ أي إجراء فيحقه، أو اضطر لمجاملة شخصية عمومية ربما لا تستحق لا احترام ولا تقديرهم..
وفي الختام وبعد أن طرقت عدة أبواب مغلقة، ولم أجد أي آذان صاغية قررت أن أفوض أمري للباري تعالى، وأن أنتظر الساعة، لأنني أيقنت أن الأمور في العشر سنوات الأخيرة، خاصة في مجال تسيير الشأن العام أسندت فعلا لغير أهلها، خريجو جامعة ” باك صاحبي وصاني عليك “.
تعليقات
0