إن مصطلح الجنس في منأى عن الدراسة العلمية ،وفي الواقع المغربي يعتبر من المصطلحات التي لا زلنا نتحفظ كثيرا في ذكره بله فتح نقاش رصين حوله ، أوالمطالبة بجعله مكونا أساسيا من مكونات المقررات الدراسية ، فرغم الثورة العالمية في مجال التواصل الاجتماعي لازال الحديث عن الجنس والتربية الجنسية يدخل ضمن دائرة (حشومة) وكل حشومة هي تابو في صندوق أسود لايتم فتحه إلا بعد حصول الكارثة ، فالحديث عن الجنس في البيت قبل المدرسة من الضروريات ،خاصة والطفل منذ سن مبكرة تراوده رغبة وفضول معرفي لا نهائي، والكثير من الأسئلة التي عادة ما يطرحها كل الاطفال باختلاف ثقافاتهم وانتماءاتهم. الطفل يتساءل كي يتعرف على نفسه والعالم المحيط به ولا معين له سوى الأسئلة، وجزء من الأسئلة متعلق بالجنس، وشكل الأعضاء والاختلاف الحاصل بين الذكر والأنثى ، وكيف أتى إلى هذه الدنيا و غيرها كثير ،لكن إجابات الأسرة كثيرا ما تثير القلق والغموض من خلال الثقافة السائدة ، واللامبلاة حيث عادة مايتلقى الأطفال إجابات من قبيل تفسيرات خرافية أو تم العثور عليك بالباب أو غيرها التي تحاول الابتعاد عن تفسير مفهوم التوالد، مع العلم أن الطفل يرى في محيطه الحيوانات والنباتات ويرى عملية التكاثر، وهو الأمر الذي لو تم استثماره في الشرح لسهل على الأسر مشقة الإحراج والتكلف في التهرب من الأسئلة ،ناهيك عن عدم اعتماد الطفل على نفسه في الاستحمام واللباس والمرحاض، كلها ممارسات من شأنها تشويه الفهم الصحيح للخصوصية وللهوية الجنسية ، فمتى تحظى الثقافة الجنسية السليمة بحصتها المعقولة في المناهج التعليمية، لتساهم في حماية الأطفال من ظاهرة البيدوفيليا التي تتغلل في أوساط المجتمعات العربية والغربية على حد سواء ، بل الأكثر من ذلك المستقبل حالك وقاتم ما لم نحصن أجيال المستقبل من الهجمات ، فبعد تغلل ظاهرة المثلية في المجتمعات وتبني المنتديات الدولية الدفاع عنها باعتبارها حقا طبيعيا، وكل معارض لها يعتبر في خانة الشذوذ، ورفع الأعلام في الملاعب والمنتديات العالمية خير مثال، في الخفاء والعلن هناك أصوات تسير على النهج نفسه تطالب بالحق في البيدوفيليا/أو هوس اشتهاء الأطفال ” هذا عصر الحب لا الحرب.. في يوم من الأيام سننال كل حقوقنا، وسيعترف المجتمع بتوجهنا الجنسي نحو الأطفال. نحن نعاني من التمييز والاضطهاد، رغم أننا قادرون على إنشاء علاقة عاطفية وجنسية مع الأطفال أحيانا أفضل من علاقتهم بآبائهم وأمهاتهم”(توم أوكارول)
تتعدد المحاولات دون كلل ولا ملل فمحاولة تطبيع البيدوفيليا مستمرة وتستلهم تجربة الدفاع عن المثلية في محطاتها النضالية ” يقوم الأطباء النفسيون الآن بإعادة تعريف البيدوفيليا بالطريقة نفسها التي تم إعادة تعريف الشذوذ الجنسي بها منذ عدة سنوات ماضية” آلان ويست، سياسي أميركي
لماذا الحديث عن هذه الظاهرة وما علاقتها بالمدرسة
الأمر راجع لكون المدرسة هي المكان الذي يبدأ فيه المتعلم الابتعاد عن الأسرة وتكوين علاقات مع الأقران ومن يفوقونه سنا، وهو ما يمكن أن ييسر الظروف لامتحان المتعلم وكذا استغلاله واستغلال جهله بمفهوم التحرش/ التابو، ناهيك عن كون أغلب الحالات يكون المتحرش ذا صفةٍ سلطوية رسمية (من أحد أقربائه) أي تواجده بجانبه أمر غير ملفت و أمر دارج اعتاد عليه امام أنظار الأسرة أو اعتبارية على الطفل، ومعروف مسبقًا له، وقد يقع الاضطراب بين أفراد الأسرة الواحدة (ما يعقد وسائل الحل والوقاية المستقبلية والعلاج كما يعقد الحكم القضائي بالطبع
وتجدر الإشارة إلى أن العنف القائم على النوع الاجتماعي والجنسي لا يقتصر على البلدان المنخفضة الدخل فحسب، بل هو ظاهرة عالمية والأرقام العالمية للتحرش في المدارس مهولة ومرعبة، دون الحديث عن الحالات المسكوت عنها لأسباب أو أخرى، فإذا كان المغرب قد وقع مع اليونسكو وفرنسا والمكسيك، يوم الخميس 4 نونبر 2021، على إعلان كامبيتشي ضد العنف والتحرش في المدرسة، بما في ذلك التنمر عبر الأنترنيت”. فهل واكب هذا التوقيع إجراءات عملية للانخراط في الحملات التحسيسية المستمرة، أم تم اعتبارها حملة موسمية كباقي الحملات ،
نروم من خلال هذا المقال دق ناقوس الخطر عملا بمقولة الوقاية خير من العلاج ، ومساهمة في التذكير بالعواقب النفسية التي يصعب تجاوزها على المتعلم والمجتمع ، مالم نحصن المجتمع من الانفتاح وشراسة الانتاجات الإباحية والغزو الممنهج لتدمير القيم والدفع بالمجتمعات نحو الإفلاس الأخلاقي. الاهتمام بالتربية الجنسية والحماية من الظواهر الشاذة من أولى الأولويات حتى يتسنى لنا ان نجعل أبناءنا في كامل لياقتهم الجسدية، والذهنية، والنفسية، والعاطفية، وهو واجب مشترك بيننا وبين كل مكونات المجتمع لنضمن لهم حقوقهم ونصيبهم من الرعاية، والحماية، والعناية، هكذا نكون إذن نعم السند، والعضد، والساعد، الذي يرسم لهم معالم الطمأنينة ويرسو بسفنهم في بر الأمان.
تعليقات
0