أشرف لكنيزي…..لينابريس
أسدل الستار مساء يوم الجمعة 09 فبراير الجاري، على فعاليات الملتقى الرابع للعيطة، والذي إحتضنته مدينة خريبكة أيام 08 و 09 فبراير 2024، المنظم من طرف جمعية ورديغة للفنون الشعبية، وحملت نسخة هاته السنة شعار “العيطة الخريبكية إيقاعات وهوية”.
وشهدت النسخة الرابعة عقد ندوة فكرية حول موضوع “إشكالية الهوية والإستمرار لنمط العيطة الخريبكية”، حيث ناقش مجموعة من الأساتذة الباحثين في مجال العيطة السبل الكفيلة للحفاظ على هذا الكنز التراثي الذي لازال يقاوم ويفرض نفسه كنمط غنائي خاص بمنطقة خريبكة
في هذا الصدد تطرق الاستاذ الباحث طه فتاح عضو جمعية ورديغة والباحث بسلك الدكتوراه، ومدير الدورة الرابعة لمهرجان العيطة الخريبكية، الى اهمية العيطة الخريبكية كتراث وجب الحفاظ عليه مذكرا بالمجهودات التي تقوم بها جمعية ورديغة للفنون الشعبية رغم ندرة الدعم وتجاهل العديد من المؤسسات الداعمة لدور الملتقى وان مجهودات الجمعية بقيادة الشيخ كبير نافيد تروم في القيام الاول نفض الغبار عن واقع العيطة الخريبكية والتعريف بهذا النمط العيطي لساكنة الاقليم والجهة خاصة فئة الشباب باعتباره فنا ضاربا في اعماق التاريخ وان من حق كل ابناء خريبكة الافتخار ودعم استمراريته.
اما الاستاذ المصطفى حيبوبي الباحث في التراث الامادي لمنطقة ورديغة فقد ركز خلال مداخلته على سؤال الهوية الذي اتخذه الملتقى شعارا له في دورته الرابعة مبرزا ضرورة رد الاعتبار للعيطة الخريبكية التي لم تنل حقها من البحث والتمحيص وان اغلب الباحثين الذين تطرقوا لموضوع العيطة كفن يميز الثقافة الشعبية بالمغرب ، لم يوفوا العيطة الخريبكية حقها من الدراسة والسبب ربما راجع حسب الباحث الى خصوصية المجال الجغرافي الذي انطلقت منه العيطة الخريبكية وهو مجال ورديغة الكبرى التي استوطنته قبائل بني هلال خلال الهجرات الهلالية بالقرن 12 في عهد الموحدين علما ان هذه القبائل تمازجت وانصهرت مع السكان الامازيع الاصليين، وخلال بداية استقرار هذه القبائل بمجال ورديغة وضهور النواة الاولى للمجتمع الزراعي ضهرت فنون فرجوية لذى هذه القبائل استمدت مقوماتها من الايقاعات الامازيغية والايقاعات العربية القريبة من مجال ورديغة الذي كان مجالا رعويا تلتقي فيه عدة قبائل سواء قبائل الشاوية ومزاب وقبائل زعير وقبائل الاطلس المتوسط والقبائل الوافدة من هضاب زمور والرحامنة و سهول تادلة.
الاستاذ محمد خزران فقد خص مداخلته بعلاقة فن العيطة بالمسرح معتبرا ان المسرح استلهم العديد من مواضيعه من فنون العيطة وان المسرح المغربي غالبا ما يقحم انماطا من العيطة كمكون للبناء الفرجوي المسرحي خاصة وان العديد من الرسائل يتم ايصالها للمتلقي من الجمهور بلغة العيطة وهو تقليد سارت عليه العديد من الفرق المسرحية في ربوع الوطن، مع التذكير ان فن الحلقة او عبيدات الرمى في كتير من الاحيان يتم مزج الطبق الفرجوي بمقاطع مسرحية مرتجلة تضفي جمالا اظافيا على المسرحية .
فيما تحدث الفنان عياد مصطفى عضو مجموعة مسناوة الغنية عن التعريف على اهمية العيطة الخريبكية كرافد للمجموعات العنائية التي كانت تميز مدينة خريبكة خلال فترة التمانيات والتسعينات ،مشيرا الى اهتمام مجموعة مسناوة بانماط العيطة المحلية سواء المرساوية او الخريبكية التي تبدوا بصماتها في العديد من اغاني مجموعة مسناوة التي لاقت نجاحا كبيرا.
وخلصت الندوة لتوصيات عديدة أبرزها الاهتمام بالفنانين ورواد العيطة على مستوى مدينة خريبكة خاصة الشيوخ منهم الذين لم يعد بمقدورهم العمل وكذا الذين ينخرهم المرض وقلة ذات اليد من خلال ضمان مورد عيش قار لهم وتمكينهم من التغطية الصحية و تقاعد كريم نظير ما قدموهم لوطنهم ومدينتهم من مساهمات فنية، والدعوة الى توثيق قصائد العيطة الخريبكية في كتاب من اجل ايصال كلماتها ومعانيها الى الاجيال القادمة وحفاظا على الذاكرة الجماعية للمجتمع الخريبكي
وتم إختتام فعاليات الملتقى الرابع للعيطة الخريبكية، بسهرة فنية كبرى أحياها مجموعة من رواد العيطة، أبرزهم شيخ الشيوخ ولد امبارك لخريبكي، والفنان المتألق سعيد لخريبكي، ولشهب الخريبكي، حيث حضرت العديد من الجماهير المتعطشة لفن العيطة للمركب الثقافي بخريبكة من أجل مشاهدة نجومهم المفضلة، كما شهدت الدورة تكريم كل من رئيس المجلس الجماعي لمدينة خريبكة امحمد الزكراني، ونائبه الأول حميد العرشي، وإدريس كرام رئيس اللجنة الثقافية، ومحمد شعير رئيس المصلحة الثقافية بالمجلس الجماعي بخريبكة.
تعليقات
0