بوطيب الفيلالي..لينابريس
احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، المؤتمر الدولي الأول تحت عنوان ” الناطقون بالعربية في افريقيا جنوب الصحراء” طوال أيام 24-25-26 فبراير 2024 . وهو المؤتمر الذي أشرف على تنظيمه مختبر المغرب في أفريقيا التاريخ والذاكرة والمحيط الدولي، بشراكة مع المركز النيجيري للبحوث العربية، والمعهد الإسلامي بدكار، واتحاد الجامعات والمعاهد الخاصة والأهلية بافريقيا، وجامعة السلام ببوركينا فاصو، والجامعة الإسلامية بمنيسوتا.
وهو المؤتمر الذي شهد حضور باحثين وخبراء من قرابة 20 دولة أفريقية وعربية (العراق-عمان-مصر)، كلهم تناوبوا من خلال جلسات علمية، على تبيان كرونولوجيا انتشار اللغة العربية بدول افريقيا جنوب الصحراء منذ الفترة الوسيطية، مبرزين الأدوار التاريخية التي لعبتها الطرق والمبادلات التجارية في ذلك، بالإضافة إلى دور كل من الفقهاء والعلماء والرحالة، وكذا سلاطين الدول المغربية المتعاقبة طوال قرون خلت، في نشر اللغة العربية بتلك المجالات الإفريقية، ومؤكدين ارتباط هذا الانتشار بانتشار الدين الإسلامي في تلك الربوع الإفريقية، بمذاهبه المعروفة خصوصا المذهب المالكي.
المتدخلون خلال تلك الجلسات العلمية المتنوعة والممتعة، أثاروا كذلك مختلف الصعوبات التي يعيشها الناطقون الأفارقة بالعربية داخل بلدانهم خصوصا خلال الفترات الإستعمارية، حيث أكد الخبراء الذين تناولوا هذا الجانب، دور الإستعمار الأوروبي في مزاحمة انتشار اللغة العربية، ومحاصرتها داخل مختلف الدول الإفريقية، خصوصا عبر ربط فرص الشغل والرقي الإجتماعي بالتمكن من المناهج الدراسية الفرنكفونية أو الأنجلوسكسونية، وكذا ربط التمكن من اللغة العربية بالمجال الديني الفقهي فقط، وهو ما ماساهم في انحصار انتشارها في بعض الدول.دون نسيان ماتم من مداخلات، ربطت بين الإلمام بالثقافة العربية وسهولة التمكن من اللغة العربية والحديث بها في تلك المجالات.
المؤتمر كذلك شهد مناقشات كلها كانت هادفة، وتصب في اتجاه كيفية تجاوز الصعوبات المذكورة أعلاه، وتثمين مختلف الخطوات المعززة للتواجد العربي بأفريقا جنوب الصحراء، حيث تم التعرف على مختلف مراكز البحث الأفريقية، التي تعنى بنشر الثقافة العربية ومختلف الإتفاقيات التي تجمعها بالمغرب وباقي الدول العربية الأخرى.
وخلال الجلسة الختامية ليوم الإثنين عصرا، تم توزيع مختلف الشواهد والهدايا على مختلف المشاركين من الدول الإفريقية، وكذا من المنتمين لمختبر المغرب في افريقيا التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، حيث ثمن الجميع إهداء باحثين أفارقة نشطوا فقرات المؤتمر، لمجموعة من الكتب التي أصدروها باعتبارهم باحثين في تخصصاتهم،كهدية لجامعة ابن زهر وللمختبر المذكور، كعربون اعتراف بمختلف المجهودات المبذولة. هذه الجلسة الختامية التي تم فيها الإعلان عن تعيين الدكتور محمد بوزنكاض أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة ابن زهر بأكادير، أمينا عاما للاتحاد الإفريقي للأكاديميين العرب والمستعربين.
وقبل الختم تمت تلاوة البيان الختمي الذي تضمن مجموعة من التوصيات حول موضوع اللغة العربية بأفريقيا جنوب الصحراء( انظر البيان الختامي رفقته).
تعليقات
0