خلبفة بوطيب… لينابريس
احتضن فضاء الإنسانيات التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير ندوة وطنية في موضوع: ” الطبونيميا والتاريخ المحلي ” يومه السبت 2 مارس 2024 انطلاقا من الساعة التاسعة والنصف صبحا. وهي الندوة التي أشرف على تنظيمها فريق البحث المغرب وبلدان الساحل والصحراء تاريخ وتراث، وبتنسيق مع شعبة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير والتي أطرها باحثون من مختلف المؤسسات المغربية.
بالفعل، فقد شهدت الندوة تدخلات كلها تناولت دور الطبونيميا في كتابة التاريخ المحلي من خلال تسليط المتدخلين من الخبراء المشاركين الضوء على نماذج لأسماء أماكن في مجالات مختلفة من المغرب تبرز التلاقح الثقافي والبشري والإجتماعي بين مختلف القبائل والأعراق البشرية التي هاجرت أو هجرت من هنا وهناك والتي أثرت على طبونيميا المكان وهو ما أدى إلى اختلاف أصل التسمية بين ماهو أمازيغي أو عربي وكذا ماهو يهودي باعتبار العنصر العبري قد شكل جزء من التركيبة البشرية المغربية عبر التاريخ. فكان ما قدمه الدكتورأحمد الهاشمي أستاذ الطبونيميا بجامعة ابن زهر بأكاديرمن خلال النسيج الإجتماعي وأنماط العيش والتدبير في الطبونيميا المغربية وما عرضه من قاعدة بيانات رقمية أكبر مجسد لذلك. هذا بالإضافة إلى الدكتور طارق يشي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة من خلال إسهام المقاربة الطبونيمية التاريخية في تطوير البحث المنوغرافي، مدينة فاس خلال العصر الوسيط نموذجا، والذي اتخذ من بناء مدينة فاس زمني إدريس بن عبد الله وإدريس بن إدريس مثالا لتأكيد دور الطبونيميا في رجحان الروايات التاريخية حول هذا الجانب مبرزا الترابط بين المدينة ومدينتي حلب ودمشق في الشام. في حين نحى الدكتور شفيق أرفاك منحى أكثر شمولية في التعاطي مع الطوبونيميا والتاريخ، من خلال إشارته إلى ضرورة عدم تجاوز المعطيات البشرية ( القبائل والجماعات والأعراف واللسان المتداول…) خلال البحث الطبونيمي.
الدكتورالوافي نوحي من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط، فقد كانت مداخلته تحت عنوان ” الطبونيميا الأمازيغية في كتاب المسالك والممالك للبكري، عبارة عن قراءة في الأعلام الأمازيغية التي يتضمنها الكتاب الذي ألفه أبو عبيد الله للبكري، الذي عاش بالأندلس خلال القرن الخامس الهجري، مبرزا موضوعية وصدق البكري، في نقل طبونيميا الأماكن كما تنطق بالأمازيغية، ومترجمة للغة العربية دون تحريف أو تبديل، موضحا كذلك المكانة التاريخية التي يحتلها كتاب المسالك والممالك،كمصدر مهم للباحثين خلال النبش في بعض القضايا التاريخية، التي ينذر ذكرها في بقية المصادر كإمارة بورغواطة على سبيل المثال لا الحصر.
الدكتور سويلام بوغدا الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير فقد كانت مداخلته حول موضوع ” الأماكنية والألقاب العائلية: التقاطعات التاريخية والدلالت الرمزية ” وهو الموضوع الذي تناول خلاله نماذج طوبونيمية من الجنوب المغربي وبالضبط مجال الصحراء، ومؤكدا على ضرورة تضافر الجهود، لحماية أسماء الأماكن التاريخية هناك من التغييرالذي لا يراعي تاريخ المنطقة، عبر إدماج أسماء حديثة غير معروفة، ومطالبا بالحفاظ على ما أطلق على مختلف المناطق والمراكز من أسماء تحمل مدلولات تاريخية، ومبرزا في نفس الوقت دورالمصادر الأجنبية في حماية تاريخ تلك المجالات من الجنوب المغربي.
وبعد تلك المداخلات القيمة، أعطيت الفرصة للحاضرين من الأساتذة والمهتمين وكذا الطلبة الباحثين، قصد إلقاء مداخلاتهم وطرح تساؤلاتهم، وهي التي مكنت من إغناء النقاش الذي كان ساخنا أحيانا، وهو ساهم في إناء دعم محاور الندوة الوطنية التي كانت هادفة وممتعة.
**طالب باحث في سلك الدكتوراه
التاريخ والتراث – سايس-فاس
تعليقات
0